أنت يا مرافقي في مآسي الحياة

#أمين بوشيخي #

أنتَ يا مُرافقي في مآسي الحيـــاة
إعلَم أنّك خِيرَةُ الصَحبِ والأصدقاء

لا تَحسَبَنّ لِقـاءَ الأعراسِ صُحبـةً
بل إلتَمِس الصُحبة بعد زوالِ الرّخاء

فمن يُطرِبُهـم لَحنُكَ في الصبــاح
سيهجرُون نايَكَ إنّ تَكَسَّرَ في المساء

فَتأمّل كَثرَةَ الرّاقِصِينَ لَكَ اليوم
ثمّ أطلُبهُم غداً، في مَأثَمٍ مِنْ غَيّرِ غِناء

فلا تأنَسنَّ بِالشَيّطانِ في مَجلِسٍ
وآثِر عليهِ وحدَةً، أو مَقعداً بَينَ الغُرَباء

فَرُبَّ عُزلةٍ خَيرٌ مِنْ ألفِ أنِيـس
وَفِراقٌ بِغَيرِ ذَنبٍ، خَيرٌ مِنْ ألفِ لِقَاء
*
لا تَبغي نَفسي خليلاً أُسامِرُهُ
فيُنسِيني لَهوُهُ خالِقَ الأرضِ والسماء

بل مَن يُلقِي على عاتِقي بِاللَّومِ
ويَكشِفُ بِنُصحِهِ عَنْ عُيوبي الغِطاء

إنّ نفسيّ لَتَمقُتُ اللّومَ سجِـيّةً
وتدُسُّ رَأسَها عنهُ في الرَّملِ كالرّمداء

فَعَوَّدتُهـا صَومَ الدهرِ عَنِ المدحِ
وَما سَقيتُها أبداً خَمرَ الكِبرِ والعَلياء

وأعلَم.. أنّ النَفسَ أمَّارَةٌ بِالسُّوءِ
فإنّ أطَعتَها كَانَت لَكَ أوَّلَ الأعداء

فهي كالطفلةِ إذا مَرَحَت في صَفَاء
وإنّ في خُبثِها غِلٌّ، كالعَجُوزِ الشمطاء


ديوان #نبوءةقلمقبل_الإعدام 📖

Publié par TAYACHE Salaheddine

مرحبا بكم المجلة أدبية فنية وثقافية

Laisser un commentaire

Concevoir un site comme celui-ci avec WordPress.com
Commencer